قصص الاميرات ويومياتهم

عالم والت ديزني.. هل ما زال يمتع الجماهير؟

يواجه تحديات سرعة إيقاع الحياة اليومية وسرعة تغير المنظر الإعلامي

انهايم(كاليفورنيا): بروكس بارنز *
زيارة مدينة ألعاب والت ديزني المعروفة باسم «مغامرة كاليفورنيا» يذكرك بمدينة الألعاب الشهيرة ديزني لاند . لكنك ستجد فيها تذكيرا صاخبا لما يحدث حينما تفقد شركة ما تركيزها وتبدأ باتباع أرخص الطرائق للوصول إلى الهدف المحبذ. بنت شركة والت ديزني مدينة ألعاب بسعر رخيص عام 2001 والكثير من أنشطتها مقتبسة من مهرجانات شائعة مثل الخيول المتحركة على العجلات. كذلك ترك غياب التخطيط للمناظر أن يعاني الزوار من الضيق. وتم اقتباس العروض في الهواء الطلق من مواقع أخرى تعود للشركة نفسها. وفكرة مدينة الألعاب تستند إلى صفات تخص كاليفورنيا. وهي متواضعة عدا عن أنها ومن دون تخطيط تبدو من وقت إلى آخر كأنها بلدة مسكونة بالأشباح. وتجذب مدينة الألعاب سنويا 6 ملايين زائر مقارنة بـ 15 مليون يعجون كل سنة ديزني لاند.
والآن بدأت شركة ديزني بجهد جديد تبلغ تكاليفه 1.1 مليار دولار ويستمر لخمسة أعوام لجعل مدينة الألعاب «مغامرة كاليفورنيا» مماثلا لمدن العابها الأخرى. ويهدف العمل تجديد وإعادة بناء مدخل المدينة حيث سيكون مزيجا من بوابات دوارة وهي منمنم عن «جسر البوابة الذهبية» مع جداريات مرسومة بالباستيل.
وفي يونيو المقبل سيتم رفع الستار عن بعض هذه التجديدات مع تقديم لعبة اسمها «توي ستوري مانيا» ومضى على إنشائها ثلاث سنوات وتبلغ تكاليفها حوالي 80 مليون دولار وهذه اللعبة تضع الزوار داخل لعبة فيديو.
ويرتدي اللاعبون نظارات بثلاثة أبعاد ويسوقون سيارات تنتقل عبر طريق وسطي داخل كرنفال قديم ويعمل من خلال شخصيات تعود إلى فيلم «توي ستوري» (قصة دمية). وتتوقف العربات عند حجيرات توقف السيارات وهي عبارة عن شاشات عملاقة يبلغ عددها 56 مع رسوم متحركة ذات ثلاثة أبعاد من شركة بيكسار السينمائية لأفلام الكرتون، مع لعبة خاصة للسائقين وهي نسخ مقتبسة عن العاب الكرنفالات الكلاسيكية الافتراضية.
تمثل لعبة «توي ستوري مانيا» (هوس قصة الدمى) في الجوهر جهدا لحل لغز ظل يواجه ديزني ومدن الألعاب بشكل عام، وهذا يتمثل في سرعة إيقاع الحياة اليومية والتقدم الجاري في مجال التكنولوجيا وسرعة تغير المنظر الإعلامي مع تغير توقعات المستهلكين من وقوع تغيرات سريعة في مدينة الألعاب كما يقول بعض مديري ديزني التنفيذيين. فلعبة «توي ستوري مانيا» ذات سعر رخيص بالنسبة لجهود ديزني ويعرض إحدى الطرق التي تسعى الشركة أن تتنافس بشدة من خلالها حسبما قال جاي راسولو رئيس مدن ألعاب ومنتجعات والت ديزني.
وقال بروس فون رئيس قسم الابتكارات المتخيلة في شركة والت ديزني: «هناك تقلص مستمر في القدرة على الصبر. وتسامح الناس مع الألعاب العامة يتقلص بسرعة كبيرة».
وقال رسولو إن الزوار الصغار خاصة يتوقعون العابا تتناسب مع ما يرغبون لذلك فإن كومبيوترات لعبة «توي ستوري مانيا» ستلبي طلبات السواق على اختلاف مهاراتهم.
وأضاف رسولو: «الزوار ما عادوا راغبين في أن يكونوا مشاهدين سلبيين». وفي الفترة الأخيرة بادر سوق المال وول ستريت إلى التحذير حول مدينة الألعاب «مغامرة كاليفورنيا» إذ بينما ظلت ديزني لاند ومدن الألعاب الفرعية في فلوريدا تحقق أرباحا كبيرة راح بعض المستثمرين يقلقون من أن وضع الاقتصاد المهزوز سيؤثر تأثيرا سلبيا على البزنس. وفي أواخر يناير الماضي قلل محلل من مؤسسة ستي غروب من قيمة أسهم ديزني وهذا ما اثار مخاوف من انخفاض الحجوزات لغرف الفنادق في المنتجعات.
وسبق أن بدأ العمل على لعبة «توي ستوري مانيا» منذ عام 2005 حينما ذهب فريق ديزني الابتكاري إلى معرض لوس انجليس كاونتي والهدف هي البحث عن ألعاب كرنفالات يمكن تشغيلها. وصمم كيفن رافرتي وروبرت كولترين العاملان على تطوير مشاريع ديزني لاند فكرة لكيفية سياقة اللعبة «توي ستوري مانيا» التي ستتجاور مع أجواء كرنفالات قديمة مع عناصر متأتية من ألعاب الفيديو ذات التطور التقني العالي.
وقال كولترين: «نحن تبادلنا النظرات وقلنا: هل أن اللعب التي نمارسها في طفولتنا لها أي أهمية اليوم؟». وباستخدام الكاميرات الرقمية كان اعضاء فريق التطوير يوثقون التفاصيل من ألوان الجنفاص في كل مكان للجلوس، الى البعد المكاني للألعاب. وسرعان ما استبعدوا بعض الألعاب كخيار للركوب. ولكن العابا اخرى مثل تلك التي يرمي بها الزبائن السهام المريشة على لوحة الأهداف اثارت اهتمامهم.
واذ اجتمع فريق العمل في مكاتب ديزني الواقعة في منطقة غلنديل بكاليفورنيا فانه اشتغل على فكرة يمكن أن تصبح Toy Story Mania. وبسبب ان الكرنفالات تثير الصخب فانه يمكن ان يكون هناك الكثير من الأضواء الساطعة، والأشخاص المنادين على الزبائن الذين يحاولون اثارة اهتمام الركاب، والأجراس الكهربائية.
وابتكر رافيرتي وكولترين قصة خيالية. فالدمى الكلاسيكية في Toy Story عادت الى الحياة واقامت مهرجانا على المسرح تحت سرير مالكها بينما كان خارجا لتناول عشائه. وسيلعب بو بيب الصغير لعبة رمي السهام المريشة على لوحة الأهداف، وسيقوم هام بابهاج الركاب وهم يرمون البيض الافتراضي على حيوانات المزرعة. اما الذروة فستكون معرضا للرمي على الطراز القديم.
ويستخدمون رسوما متحركة ثلاثية الأبعاد، وهي أول مرة في جهاز ركوب في ديزني. وقال فون ان ذلك يجعل الركاب يشعرون وكأنهم داخل لعبة فيديو أو داخل عالم افتراضي. وقال «نحن ننظر الى ذلك بينما اللعب يلبي رواية القصة بطريقة افتراضية».
وبينما كان فون وزملاؤه يفكرون على نحو عميق في خريف عام 2005 كانت ديزني منشغلة تماما. فقد كان روبرت ايغر قد تولى المسؤولية عن الشركة لتوه بعد خروج مايكل ايزنر وكان يعمل على توسيع شراكة ديزني مع بيكسار، وهو مسعى يمكن أن يؤدي الى عملية شراء بقيمة 7.4 مليار دولار.
وعندما قدم راسولو وفريق عمله الى ايغر خططا لمشروع Toy Story Mania كان ايغر مهتما لكنه كان حذرا. وكان مشروع الركوب قادرا على استيعاب 1500 راكب في الساعة. هل ذلك كاف ؟ وكانت العلاقة المتحسنة مع بيكسار تبدو واعدة، ولكن ماذا لو انه لم يجر التوصل الى صفقة معها ؟ هل سيعوق ذلك خططا لاقامة مشروع ركوب باذخ حول الملكية الابداعية الأساسية لبيكسار ؟
واحب ايغر اثنين من الأجزاء الهامة للاقتراح. واقترح البناة الابداعيون اقامة نسخ من مشروع الركوب في الوقت نفسه في كاليفورنيا وفلوريدا، وهو اول مشروع بالنسبة لديزني، من أجل معالجة تكاليف الانشاء. والعنصر الاخر كان يعني السهولة التي يمكن بها اعادة النظر في مشروع الركوب في كل فصل. وقالت ألن ان «فرصة أخذ العاب بسيطة يحب الناس ممارستها على مدى اجيال واقرانها بتكنولوجيا متطورة بدت مدهشة للجميع».
وكان انشاء نماذج تفصيلية بين الخطوات الأولى في خلق جاذبية لديزني. ويريد المهندسون أن يكتشفوا كيف ان اضافة مخططا لها يمكن أن تؤثر على البارك القائم. وأعدت الموديلات على مناضد كبيرة مزودة بعجلات. واحتفظت الشركة بموديلات بحجم الغرف لباركات بأكملها، وسيحرك المهندسون في خاتمة المطاف النموذج الجديد الى تلك المنطقة لرؤية الكيفية التي يظهر بها.
ومن أجل ان يولد مشروع Toy Story Mania ذهب رافيرتي وكولترين الى العمل وحولا رسوم مشروع الركوب الى نماذج، وهما ينشطان في البناية نفسها التي يعود طرازها الى خمسينات القرن الماضي والواقعة في ضاحية بلوس انجليس حيث خاض والت ديزني تجاربه ذات يوم. وعبر الشارع وفي كراج بارد ساعدت ألن على القيام بـ«اختبارات» على النسخ الأولية من المشروع. وقد جلس اكثر من 400 شخص من كل الأعمار في عربة من الواح خشبية وضعت مقابل شاشة وعرضت نسخ مختلفة من الألعاب. ودرس العاملون في ديزني ردود أفعالهم واجروا مقابلات معهم بعدئذ. وبعد أن أغلقت ديزني صفقة بيكسار في يناير عام 2006 أصبح مشروع Toy Story Mania أكثر تحديدا. وكان ايغر يريد أن تساهم بيكسار في تحقيق التقدم الابداعي في الباركات. وكانت ديزني قد أدخلت افلام بيكسار الى مدينة العابها سابقا، ولكن مشاركة بيكسار في تلك المساعي كانت متواضعة وفقا لما قاله فون.
وعندما قدم والت ديزني الروبوتات التي تبدو شبيهة بالحيوانات في ستينات القرن الماضي كانت ابتكاراته تمضي بصورة بسيطة. ويتوقع الزوار المعاصرون شيئا اكثر من ذلك، وهو ما تسعى شركة والت ديزني الى توفيره في مدن العابها. وبين عشاق ديزني على الأقل هناك انتظار بحماس شديد لافتتاح مشروع Toy Story Mania . وتتابع المدونات على الانترنت، وهي مدونات لا تنتسب الى الشركة، التفاصيل الدقيقة لانشاء المشروع. ويبدو ان الشباب سيصارعون من اجل ان يكونوا الأوائل في طابور المتوجهين للاستمتاع بالمشروع الجديد.